في سياق المواجهات المستمرة بين الجيش المالي ومرتزقة فاغنر من جهة، والقوات الأزوادية من جهة أخرى، تثار تساؤلات عديدة حول من بدأ الهجوم أولاً ومن المسؤول عن تصاعد الحرب الحالية. يزعم موسى أغ أشغتمان، عضو البرلمان المالي، أن القوات الأزوادية هي من بدأت الحرب. ولكن عند النظر في سلسلة الأحداث الأخيرة، يتضح أن هذا الادعاء يفتقر إلى الدقة.
•بداية التصعيد: هجمات الجيش المالي ومرتزقة فاغنر
1. "4 أغسطس 2023": شنت قافلة عسكرية مشتركة بين الجيش المالي ومرتزقة فاغنر هجوماً على نقطة تفتيش للإطار الإستراتيجي الدائم (CSP-PSD) في فويتا، مما أسفر عن مقتل جنديين وإصابة اثنين آخرين بجروح خطيرة. هذا الهجوم لم يكن مجرد اشتباك عابر، بل كان جزءاً من تصعيد منظم شمل سرقة سيارتين من النقطة العسكرية.
2. "10 أغسطس 2023": توسعت العمليات العسكرية عندما هاجمت نفس القافلة مواقع الإطار الإستراتيجي الدائم (CSP-PSD) في منطقة بير، مصحوبة بغارات جوية متواصلة حتى 15 أكتوبر 2023. وأدى القصف العشوائي إلى انسحاب القوات الأزوادية تكتيكياً لتجنب تعريض المدنيين للخطر.
3. "29 أغسطس 2023": نفذ الجيش المالي ضربات جوية في منطقة انفيف بولاية كيدال، استهدفت مواقع عسكرية للإطار الإستراتيجي الدائم (CSP-PSD)، مما يعكس نية واضحة للتصعيد.
4. "8 سبتمبر 2023": شهدت منطقة افلولاو غارات جوية ضد معسكر تابع لحركة الدفاع الذاتي لطوارق إمغاد وحلفائهم، وهي عضو في الإطار الإستراتيجي الدائم (CSP-PSD)، مما أسفر عن تدمير سيارتين واستشهاد أربعة جنود.
5." 9 سبتمبر 2023": نفذت ضربات جوية أخرى على مواقع الإطار الإستراتيجي الدائم (CSP-PSD) في المسترات، ما أدى إلى إسقاط طائرة حربية في منطقة تين أوكر بعد تصدي القوات الأزوادية لها.
•الرد الأزوادي: دفاع عن النفس
في ظل هذه الهجمات المتكررة من الجيش المالي ومرتزقة فاغنر، كان رد الفعل الأزوادي يتسم بالدفاع عن النفس والتحركات الاستباقية للحفاظ على مناطق سيطرتهم:
1. "12 سبتمبر 2023": شنت القوات الأزوادية هجوماً على مواقع الجيش المالي ومرتزقة فاغنر في بوريم، مما أسفر عن مقتل 97 جندياً وتدمير 39 مركبة عسكرية والاستيلاء على 15 أخرى وأسر خمسة جنود.
2. "13 سبتمبر 2023": أسقطت القوات الأزوادية طائرة أخرى تابعة للجيش المالي وفاغنر شرق إنبوراغن، مما يعكس القدرة الدفاعية القوية للقوات الأزوادية.
3. "17 سبتمبر 2024": نجحت وحدات الجيش الوطني الأزوادي في السيطرة على القاعدة العسكرية لجيش مالي في ليرا بعد هجوم عنيف.
4. -29 سبتمبر 2023: تمكنت القوات الأزوادية من السيطرة على قاعدة جورا العسكرية بعد معركة استمرت ساعتين، مما يوضح القدرة القتالية للقوات الأزوادية.
• لماذا يحمّل موسى أغ أشغتمان القوات الأزوادية المسؤولية؟
يدعي موسى أغ أشغتمان أن القوات الأزوادية هي من بدأ الحرب، ولكن الأدلة تشير إلى أن الجيش المالي ومرتزقة فاغنر هم من بدأوا التصعيد العسكري أولاً. قد يكون هذا الادعاء مناورة سياسية تهدف إلى تبرير موقفه في البرلمان المالي أو لضمان استمراريته في السلطة. يبدو أن موسى أغ أشغتمان يحاول تحميل المسؤولية للإطار الإستراتيجي الدائم (CSP-PSD) لتجنب اللوم الداخلي أو الدولي على الحكومة المالية.
•الخلاصة
تُظهر الأحداث بوضوح أن الجيش المالي ومرتزقة فاغنر كانوا أول من هاجم قواعد CSP-PSD في فويتا وبير وأنفيف والمسترات وتنجرا. بعد هذه الهجمات، كانت القوات الأزوادية في موقف الدفاع عن النفس والرد على التصعيد المستمر. بناءً على ذلك، فإن الادعاءات بأن القوات الأزوادية هي من بدأت الحرب تفتقر إلى المصداقية والدقة.